أسرار التدوين الناجح: لا تتوقف عن الكتابة والنشر
تعتبر الإستمرارية والمداومة من أصعب العادات التي يمكن لأي إنسان اكتسابها. ربما كل منا عاش تلك التجربة المتكررة في المدرسة حين نقول "لقد اقتربت الإمتحانات ولابد من الاستيقاظ باكرا للمذاكرة والمراجعة ". نفعلها يوما أو يومين ثم نحس بالملل والارهاق قبل أن نتوقف ونبدأ ن جديد، وهكذا ذوالك.
وهذا الأمر يحدث في عالم التدوين عند عمل مدونة جديدة، حيث أن آلاف الأشخاص ينشئون مدونات في كل يوم وحين، لكن تبقى القلة القلية التي تواصل المسيرة حتى النجاح.
وهذا الأمر يحدث في عالم التدوين عند عمل مدونة جديدة، حيث أن آلاف الأشخاص ينشئون مدونات في كل يوم وحين، لكن تبقى القلة القلية التي تواصل المسيرة حتى النجاح.
ثق بما تحب، واصل القيام بذلك. وستصل للوجهة التي تريدها - نتالي جولبورغ
نفس الأمر ينطبق على التدوين وكتابة ونشر المقالات. ومن بين ما يحدث لي شخصيا أنني أكون أحيانا متحمسا وأنشر الكثير من الدروس قبل أن أتوقف لبعض الوقت الذي يمكن أن يمتد أحيانا لشهور. وهذه والحق يقال عادة سيئة جدا ولا تخدم مصلحة أي مدونة تريد أن نكون تنافسية في مجال تخصصها. والمثال الذي يعبر بشكل دقيق عن ما نتحدث عنه هو سباق المراطون الذي يتبارى فيه آلاف المتسابقين، حيث أن توقف أي متسابق عن الركض يعني إعطاء الفرصة للآخرين للتقدم والإبتعاد أكثر نحو الأمام.
مدونة فولفولي تقدمت لمرات عديدة حتى وصلت للصفحة الثانية في نتائج البحث جوجل في الكلمة الدلالية "بلوجر". وقد حدث هذا الأمر عندما كنت أداوم على نشر المواضيع والدروس مرتين أو ثلاث أسبوعيا. وعندما أتوقف عن نشر المقالات لمدة تزيد على عشر أيام أو أكثر تبدأ المدونة بالتراجع إلى الرتب المتآخرة في نتائج البحث. ولو قمتم بالبحث عن كلمة بلوجر الآن في جوجل ستجدون أن فولفولي في الصفحة الرابعة. ربما تتساءلون لماذا وكيف يحدث هذا؟
مداومة النشر وعلاقته بالتصنيف في نتائج البحث
التدوين الناجح يعتمد على الإستمرارية في العمل |
تناولنا بالشرح في مقال سيو سابق العلاقة الغرامية بين جوجل وقصص الأطفال، حيث تطرقنا لما تحبه وتكرهه آليات البحث. ومن بين الأمور السلبية التي أشرنا إلى ضرورة تجنبها عدم الإنتظام في النشر لعدة أسباب نذكر منها:
1- آليات البحث تقوم بشكل دوري بالزحف نحو المواقع لتصنيف محتواها. العودة لموقع أو مدونة لم يتم تحديثها يعني الدخول إلى منطقة الخطر. جوجل مثلا ينظر إلى المواقع والمدونة التي لا يتم تحديثها نظرة إهمال ولامسؤولية من أصحابها. وبالتالي فهي لا تستحق أن تكون في المراتب الأولى وتفقد بذلك تصنيفها وبالتالي الكثير من الزوار المحتملين.
2- كل زائر جديد لمدونتك يحتمل أن يكون زائرا قديما عندما يعود لزيارة مدونتك للمرة الثانية. لكنك مهدد بفقدانه إذا عاد ولم يجد أي جديد يذكر لأن أمله سيخيب وسيبحث عن الأفضل.
بعد قرائتك للأسباب أعلاه أنت تتساءل كيف يمكن المداومة على النشر والكتابة إذن؟
أسرار المداومة على النشر والكتابة
كما أشرنا لذلك فيما سبق، أنت تريد أن تكون مدونتك تنافسية. أي أن تتقدم إلى الأمام لتحتل المراتب الأولى في نتائج البحث وكسب تقة آلياتها. لتحقيق هدف كهذا أنت بحاجة لمعرفة منافسيك ونقط قوتهم للتهيء للهجوم والإنقضاض. حيث يتوجب معرفة مصادر حركة زياراتهم والكلمات الدلالية القوية لمدوناتهم ومواقعهم. بعد الحصول على ما يكفي من المعلومات إبدأ بالتحضير لكتابة محتوى أقوى بكثير من محتواهم. محتو غني وغزير المعلومات وطويل لا يمكن منافسته ولا حتى التفكير في نسخه. أما كتابة هذا النموذج من المحتوى فهو يتطلب الوقت والمجهود، لذلك ينصح بالإكتفاء بنشر مقالة أو مقالتين في أسبوع. جوجل سيعود في كل مرة ليجد أن هناك تحديث في مدونتك. وليس هذا فقط، بل تحديث وتجديد فريد يستحق التصنيف. وبعد عدة أشهر من الاستمرارية ستشاهد كيف تتقدم مدونتك بخطى ثابتة نحو الأمام.
في الختام، لدي الكثير لنشره لكن ظروفي الشخصية لا تسمح لي بذلك. وقد ارتأيت أن أتشارك معكم هذه التجربة لتعم الفائدة. إذا أردت كسب ثقة زوار مدونتك ودفعهم لمشاركة ما تحتويه، وبالتالي كسب ثقة آليات البحث بدورها للحصول على المزيد من الزيارات والأرباح. هناك سر واحد: لا تتوقف، إذا اضطررت كن وسطيا بحيث لا تسرع لتتعب ولا تبطئ لتمل واتخذ بين الأمرين سبيلا.