قصص نجاح: قصة ماشابل.. من مدونة صغيرة لموقع عالمي
إخترنا لكم اليوم من قصص النجاح قصة موقع مشابل Mashable والذي بدأ كمدونة صغيرة، قبل أن يصبح موقعا عالميا كما هو عليه اليوم.
تعود بيت كاشمور Pete Cashmore
أن يخلد للنوم صباحا ولا يستيقظ غالبا حتى
المساء. وكان يفعل ذلك ليتمكن من السهر طوال الليل دون أن يغلب عليه النعاس.
سنة 2005، قام بيت كاشمور بإنشاء موقع مشابل Mashable الذي يهتم بأخبار
الشبكات الإجتماعية والتكنولوجيا. وقد بدأه كمدونة صغيرة، دون أن يدري أنه يبني امبراطورية إعلامية تساوي الملايين، عندما كان يبلغ من العمر 19 سنة حين كان
يعيش في نفس المنزل مع والديه في سكوتلندا.
صورة لمدونة مشابل قبل أن تصبح موقعا |
هوس الصغير كاشمور
بكل ما يتعلق بالانترنت والتكنولوجيا بدأ مبكرا بعمر الثالثة عشر. فقد كان استاصال
الزائدة الدودية سببا لانعزاله عن أصدقائه والذي تطلب منه سنوات للتعافي. العزلة
دفعته لاستعمال الحواسيب، فبدأ بتعلم كل ما يستطيع حولها شيئا فشيئا. البداية كانت بالمدونات، حيث قام بمتابعة أكبر
عدد ممكن من المدونين وقراءة الاف المقالات التي ينشرونها يوميا. وكانت قصص
الأشخاص، الذين بدؤوا أعمالهم من مرآب أو قبو صغير قبل أن تصبح شركات كبرى مثل
ستيف جوبز مؤسس شركة ابل، أهم ما يلهمه. فبدأ يحلم بأن يغير العالم بدوره انطلاقا
من سرير نومه بغرفته داخل منزل والديه وهو يقول في نفسه "لو تمكنت من أن أصنع
واحد في المائة مما صنعه هؤلاء فسيكون ذلك شيئا عظيما".
بداية القصة: بيت لا يخبر والديه بسره
لم يخبر بيت والديه بأي شيء حول مدونته مشابل، وكانا يعتقدان أنه يفعل شيئا
ما على الحاسوب أو أنه يبحث عن الربح من الانترنت. استمرار تعافيه من مرضه، جنبه
أي ضغط أو إصرار من والديه للذهاب للجامعة أو البحث عن عمل. وهنا سيبدأ بيت
العمل من بانتشوري شمال اسكتلندا. قد يبدو غريبا أن المدينة لا يوجد بها وادي
السيليكون أو اية شركات كبرى تعمل في المجال التكنولوجي، إلا أن بيت عرف تحديدا ما
يريده.
اختيار الجمهور
عرف بيت كاشمور ان المملكة المتحدة ليست سوقا كبيرة يمكن استهدافها، لسبب
بسيط وهو أن أهم أحداث التكنولوجيا تدور على بعد آلاف الكيلومترات هناك في بلاد
العام سام أمريكا. وهو ما يحتم عليه أن يعمل بتوقيت يلائم الخط الزمني الذي تتواجد
فيه الولايات المتحدة. فأصبح بيت يذهب للنوم على الساعة السادسة صباحا ولا يستيقظ
إلا مساءا حيث يبدأ النهار بالنسبة إليه. هذا المنحى الذي اختاره كلفه الكثير
صحيا، لكنه استمر في العمل لمدة 18 شهرا حتى وصل عدد زوار مدونته لمليونين شهريا.
هوس بالاحصائيات
بدأ بيت كاشمور يطالع إحصائيات مدونته وعدد زوارها، وكان يفعل ذلك تقريبا
بشكل يومي. فكان يقول في نفسه "لقد تقدمت خطوة وتغلبت على رقم أمس".
ورغم أن زوار المدونة أصبحوا كثر إلا أنه لم يلتقي يوما وجها لوجه بأي شخص يطالع
ما ينشره مما شجعه على مواصلة الكتابة أكثر. سنة 2008 سيحضر بيت لمؤتمر في سان
فرانسيسكو ليلتقي بأكثر من 500 شخص هم من قراء مشابل، وكان شيئا مثيرا وحماسيا
لاقصى حد بالنسبة له.
مشابل اليوم
لم يعد موقع مشابل تلك المدونة الصغيرة، بل أصبح من أهم المواقع
الإخبارية الموجودة على الإنترنت؛ بأكثر
من 25 مليون زائر شهريا وعشرات الملايين من المتابعين على الشبكات الإجتماعية. ويعمل
لدى المؤسسة حاليا 120 شخص بمقرها المتواجد بنيويورك. ولن تصدق أن مشابل قام بتنظيم مسابقة دولية سنة
2007 احتفاءا بالمواقع الناجحة وكان من بين الفائزين فيس بوك، جوجل، تويتر..
وغيرها من المؤسسات الكبرى في عالم التكنولوجيا اليوم.
سنة 2012 سيكون مؤسس مشابل بيت كاشمور في لائحة المجلة الأمريكية تايمز
للمائة شخصية الأكثر تأثيرا في العالم.
قصص النجاح مصدر الالهام
شاركنا معكم قصة تأسيس مشابل لعلها تكون مصدرا لإلهامكم. هناك قصص أخرى
تعتبر مثالا للتحدي والإصرار ومواصلة العمل حتى تحقيق الأهداف والنجاح، مثل ما فعله رغيب
أمين ومدونة المحترف التي تعتبر من أهم المدونات العربية والأوسع انتشارا في الشرق
الأوسط وشمال افريقيا.
بإمكان أي شخص أن يبدأ مشروعه للربح من الإنترنت، وكل ما يحتاجه هو اختيار مجال
يجيده ويبرع فيه، ثم البدء بمشاركة تجاربه مع الآخرين بحسن نية وبدون سرقة لأفكار
وأعمال الآخرين. ومن يدري، فربما يصبح بطل قصة أخرى عنوانها الكفاح والنجاح.